رأيي المتواضع في الأحداث الحالية:
ما عندناش إلا طريقين لا ثالث لهما (وان كان ما سيحدث هو الحل الثالث العبثي):
1- الحل الأمني: وهو فض إعتصامي رابعة والنهضة، وده مش هيحصل إلا بالعنف وهينتج عنه دم وقتلى كتير.. ما فيش حاجة اسمها فض سلمي للاعتصامات بطلوا هري. الحل ده محتاج "استعدادات" عشان يتنفذ و"مكملات؟" عشان ينجح. الإستعدادات هي انك لازم تهيئ الرأي العام بحتمية فض الإعتصام (شغل البروباغاندا)، ولما تتأكد انه مطلب شعبي تخش تفض. وأيضا لازم نكون مستعدين لدفع ضريبة الدم اللي هيحصل ورد فعل المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان. وهنا تأتي "المكملات" عشان ينجح الحل ده... من الأخر لازم تمشي في مشوار قمع الإسلاميين للأخر. يعني ما ينفعش تعمل خطوة قمعية (فض الاعتصامات) من غير ما تكمل أدوات القمع بتاعتك و إلا مش هتخلص وهيرجعوا يعتصموا تاني بعدد أكبر ومسيرات كل يوم. يبقى ساعتها لازم تعلن الطوارئ وتغلق كل وسائل اعلامهم وصحفهم وتعتقل أكبر عدد ممكن من القيادات والصف التاني والتالت وأي حد منهم ينزل مسيرة أو يقطع طريق وتصدر أحكام بالإعدام ضدهم وتصادر اموالهم وغيرها من وسائل القمع الناصرية على طريقة اللواء فؤاد الدجوي. وتلغي بقى الديموكراتيك بروسيس وقفل على منظمات حقوق الإنسان والصحافة.. التخريس للجميع، لكن ما ينفعش تفض الاعتصام وتسيبهم كده في الشارع.
2- الحل السياسي: وهو الحل بتاع المصالحة والكلام اللي انتوا عارفينه ده.. بس ده محتاج انك تقدم تنازلات وهو يقدم تنازلات وفعلا نتوافق على الدستور ومبادئ دستورية غير قابلة للتعديل ولا تخضع لأغلبية تضمن مبادئ أساسية للدولة والحقوق الانسانية تستوعب المجتمع ككل بغض النظر عن الأغلبية اللي في الحكم في فترة زمنية معينة. الحل ده بيتطلب الاعتراف بأن كل واحد لازم يتقبل الاخر... كل طرف لازم يتقبل حريات الاخرين الفردية وتحديدا الدينية وحريتهم في إقامة شعائرهم وتقرير مصير حياتهم واللايف ستايل بتاعهم ولازم نتفق ونعترف بهذا التنوع الثقافي المصري... ايوه الاسلامي لازم يقبل المسيحي والملحد والشيعي والبهائي والليبرالي والشيوعي والمرأة العاملة والراقصة والفنان والخمورجي والبكيني الخ.. والغير اسلامي لازم يتقبل الذقن والنقاب والسلفي والجهادي (السلمي) والمسواك الخ..
ساعتها لازم نقبل التحول من الفكر الجماعي للفكر الفردي.. حرية الفرد وعدم أحقية الجماعة في التدخل في حياته. وإلغاء وصاية الدولة على الأفراد وإقتصار دور من في السلطة على "إدارة" (وليس حكم) الدولة والأمن وتحديد السياسة الاقتصادية.
رأيي في الحلين: الحل الأمني ثبت فشله على مدار التاريخ المصري الحديث، وقمع الاسلاميين لا يؤدي الا الى عودتهم أكثر قوة من ذي قبل. أما الحل السياسي فهو بالطبع الأفضل والأسلم للجميع ولا بديل عنه إن كنا حقا نرغب في العيش في سلام اجتماعي. والتسامح لا يعني الانبطاح والإفلات من العقاب عن الجرائم ولو كانت مخالفة عربية. للحرية قوة تحميها.
ماذا سيحدث؟ الحل الأول محتاج شجاعة مش موجودة والحل التاني مش هيحصل لأن ما حدش هيقدم تنازلات... لا ده ولا ده وكعادة الحكومات المصرية على مدار التاريخ لا هتحل ولا هتربط وفي الغالب مش هتمشي في أي حل بشكل كامل وشامل، يعني هنعمل ميكس أمني سياسي بتنجاني لن يؤدي إلا إلى ترك المشاكل مفتوحة وزيادة الصديد في الجرح لا منه هنتدخل جراحيا لإستئصال المرض ولا منه هنعالجه أو نحتويه... إستمرار لمسلسل الفشل الذريع سيؤدي الى المزيد من الفوضى لن يستفيد منها الا الطرف السياسي الاكثر تنظيما..
أه على فكرة، الجيش مش بينزل إنتخابات والإخوان ببراجماتيتهم هينزلوا الانتخابات ولو كسبوكم استعدوا للمشانق بجد... والانتخابات جاية جاية في جميع السيناريوهات هيبقى فيها اسلاميين إلا في حالة الحل الامني. من الافضل ان تبدأوا بالشغل من دلوقتي.. الدولة مش هتفضل تحميكم من الإسلاميين كتير ده لو فضلت بنفس شكلها الحالي... المجتمع له دور المفروض يقوده أصحاب الفكر المضاد... بدلا من جهاد الكيبورد واللعب في الاي باد.